الثلاثاء، 16 فبراير 2010

«طقوس العتمة».. حلم بدوي يأخذه الحنين إلى الجذور

«طقوس العتمة».. حلم بدوي يأخذه الحنين إلى الجذور






محمد عطية محمود*




تحمل مفردة «البدوي» في مجموعة «طقوس العتمة»1 للقاص الليبي عوض الشاعري، عبء المغامرة الإبداعية التي يخوض بها غمار إبداعه القصصي الباكر، والذي يشتغل على الهم الذاتي، منطلقا منه نحو رسم خريطة ـ تتجذر معالمها بذات السارد المعانق لطبيعة وجوده ـ لصورة البدوي في أعماق بدويته حيث البداوة وطن يتأصل في نفوس من عانقوا جذورهم في حياة الصحراء وجفافها البادي / الظاهر، والذي يخفي تحت قشرته العديد من المشاعر الجياشة الفوارة، والمتضاربة، والرقة التي تنحو نحو الشاعرية بمفهومها الحسي المستبطن للذات وأناتها ولواعجها وحاجة البدوي للاستقرار، والفارد بجناحيها في هذا الجو الموحش الذي يتحول إلى جنة يشتاق إليها البدوي إليها كلما ابتعد عنها لأي سبب من الأسباب، وتتمثل له فيها حياته، وذكرياته، وفعاليات وجوده بها ضمن هيكل حياته الأسرية التي لا تنفصل سماتها وعاداتها عن مجتمعها الصحراوي، فيقول بلسان السارد، الذي يغطي جل نصوص المجموعة. "البدوي الذي يسكنني، مشاكس حتى آخر خيط من خطوط عمامته العتيقة، عنيد وشقي، لا يني يستدرجني نحو سطح مرآته المكسرة الحواف" ص31.



تبدو سمات البدوي في هذا الاستهلال لنص "الولوج السري" الذي يرصد به العلاقة المتأصلة بين هذه المفردة المجردة، وتلك السمات حيث يربط بينها وبين العناد والمشاكسة، وبين ذاك الجذر الذي يربطه بهذه السمات، ولكن بنوع من الشفافية والغوض في أعماق الذات /الماضي/ التاريخ ولو من خلال مرآة متكسرة الحواف، دلالة على القدم، والتي تتسق في المعنى والسمة مع العمامة كرمز دال من رموز الحياة البدوية، والتي ورث الحس بها، كما ورث مظاهرها وعاداتها، وطبعها الخشن، الذي يستميل القوة والمغامرة إلى جانبه.



لكن استبطان الذات يلاحقه، ويشعل فيه الرغبة في العودة إلى الطبيعة المراوغة للبدوي الذي استعاض عن حياته بها، ببدائل أخرى؛ فيقول محدثا ذاته، معنفا لها: "آآآآآه أيها البدوي المشاكس.. ماذا تريد وقد قايضت راحلتي على أعتاب المدينة بخيمة من اسمنت، ولفائف تبغ.. وروايات ماركيز الرديئة الترجمة.. لم يزل هذا اللعين... الغاوي... الغوي، يزين لي الولوج السري.. حيث شجيرات التين البيوض التي غرسها جدي ذات فجر بدوي حنون" ص32.



تبدو سمات الحنين التي يطلقها السارد، المغافل لحاضره، بالدفع الذاتي لذاته نحو حياته السابقة داخل حدود وطنه / صحرائه، ليشعل فيه هذه الرغبة، هذا الحلم في العودة إلى الجذور، والتي تمثلها شجرة التين التي غرسها الجد.. والتي تمثل المعادل الموضوعي للحياة على أرض وطنه، إذ تمثل رمزا من رموزه الدالة على الحياة فيه؛ لتتداعى على السارد خواطره / ذكرياته والتي تتراءى له فيها الجدة مقترنة بطقوسها البدوية، مع ما تشع به من سحر الحكايات والنوستالجيا الدائمة نحو الماضي / التاريخ بكل ما فيه، والتي تتوازى مع حنينه الدائم على طبيعة نشأته: "في الخيمة تصحبني إلى فراشي الممهد، وتشاركني قصعة الدشيشة بالقديد التي أحبها، ثم تغوص في أعماق ذاكرتها العامرة بلغة الحكي الجميل، عن شجاعة جدي، وموت أبي المبكر، وأنا أنصت خاشعا، محدقا في تجاعيد جبينها......." ص 32.



يلعب الكاتب على تيمة النهاية الدائرية التي تعطي للنص سمة تثبيت اللقطة القصصية والغوص في أعماق الحدث المتناهي في البعد، حيث تتمثل بؤرة الصراع في قاع الذاكرة التي يستحلبها السارد على نحو من الحميمية والرهافة التي تتناقض دوما مع الطبيعة القاسية ليلعب النص أيضا على تيمة التقابل بين الداخل والخارج، بما يخدم الصراع بين الذات والمرآة التي تمثل هنا أيضا معادلا موضوعيا لاستخلاص هذه القيمة الحياتية المتمثلة في حنين السارد/البدوي إلى بداوته /وطنه، والذي ينهي فضفضته/ نصه بقوله: " وجسدي في صراع غير معلن مع سلطان النوم، الذي كثيرا ما يصرع صغار البدو في مثل تلك الأوقات، ويبقى متوجا على عرش أحلامهم التي لا تتحقق بعد أن يسمهم بالعناد "ص33، محققا العودة إلى المرآة/ الشاهد على تفاصيل جنوحه وحنينه معا..



يحمل نص "طوير الجنة" نفس الرغبة الحميمة إلى العودة إلى الوطن، من رحلات اغتراب تعترض الشخصية الساردة أو المسرود عنها في نفس الآن، فيصور النص معاناة الطائر "طوير الجنة" في العودة إلى موطنه كسمة متأصلة فيه، إسقاطا من النص/السارد، على رغبته العارمة للعودة إلى وطنه، تماهيا مع شخصية الطائر الذي يمثل إلى جانب روحه المتوثبة للحرية، عنصر الحنين إلى دفء الوطن الذي ربما احتاجه السارد، وأحاله على هذا الرمز/الطائر: "كان لابد أن تخبرهم بأنه: من فصيلة "طوير الجنة" التي تأتي إلى هنا لتعيش فترة من الزمن، ثم تؤوب ثانية إلى موطنها الأصلي، هناك حيث الأعشاش الكبيرة الواسعة التي بنيت فوق أشجار تجري من تحتها الأنهار" ص50.



هكذا تتمثل للسارد، أرض موطنه بالجنة التي يعود إليها الطائر الطليق. وتحمل له الأمنيات التي يقابلها عناد الطائر، واحتكامه لصيرورته المؤدية به حتما إلى العودة إلى موطنه، رغم الحرية التي ربما نالها بعيدا عنه، في تأكيد على المفارقة بين الحرية، والبقاء في أسر المكان، وإن كان جنة مشتهاة إلا أنها تمثل قيمة الوطن.



في نص "طقوس العتمة" يعرض الكاتب لنموذج مغاير، لنصوص المجموعة، حيث تلعب التيمة الكابوسية التي يعتمدها الكاتب، مع السرد بضمير الغائب دورا هاما في كتابة النص، ومعالجته للفكرة المضادة للحلم ـ الذي تتبناه أغلب النصوص التي تعانق مفهوم النوستالجيا / الحنين، المختلط بتيمة الحلم، والذي يعتمد عليه السارد بضمير الأنا على إبراز روح ذاك الحنين المتجذر في النفس للعودة إلى الجذور / الوطن، وإن كانت طبيعته صحراوية قاسية موحشة ـ حيث السرد بضمير الغائب يعطيه هذه المساحة الأكبر من الانطلاق على المستوى العام غير محدد الشخصية؛ فالأزمة التي يعالجها النص هنا هي أزمة الإنسان بعامة حين تواجهه مصاعب الحياة من خلال كوابيسها المادية والنفسية.. "حين أراد أن يمشي كان الدرب معتما، مشبعا برائحة الوحل اللزج الذي لن تمسه أشعة الشمس منذ بدء تكوينه الأول في رحم تلك البقعة من الأرض التي ضاجعها أكثر من شيطان مريد" ص43.



هنا تتقابل صورة الأرض التي تطرحها التيمة الكابوسية، مع الأرض بمعنى الوطن والتي تتجلى في جُل نصوص المجموعة ـ كما أسلفنا ـ لتعطي ذاك الانطباع الطوباوي لمعنى الأرض/ الوطن، ولو كان صحراء قاسية.



ويتمادى النص في الإمعان في توريط المسرود عنه/الإنسان في دروب هذا الوحل برموزه الدالة على الانسحاق والغوص في متاهات الاغتراب النفسي التي تطرحها المعالجة النصية للحالة: "تناوشته أقدام الكلاب التي تلغو في الماء الراكد، وحطت على جسده أسراب البعوض والطفيليات.. حاول الوقوف.. خانته قواه التي ضربها الوهن حتى العظم.. أراد أن يكرر المحاولة.." ص44.



تبدو هنا حالة المقاومة، كمعول عليه للخروج من الكابوس/الأزمة/الحالة النفسية، التي فرضها عليه الواقع الخارجي المسبب لما آل إليه حاله/مصيره.



"لم يسفر بحثه عن شيء. كان الوحل و الركام قد عبثا بكل شيء.. بعد لأي أحس بومضة رؤوم تبهر بصيرته في رعشة لذيذة.. أغرته بمعاودة البحث بأمل وتلهف.. " ص46.



يبقي النص على أمل المسرود عنه/الإنسان ـ في موازاة مع الحلم، وضد الطبيعة المختزلة في خلاصة كل عناصر التنكيل بالإنسان ـ في المقاومة والتماس الأمن والخروج من عنق الأزمة، أملا في واقع أفضل ربما كان بروحانية كانت غائبة عنه. وبالتوازي مع روح الأمل في العودة عبر دروب المكان/الوطن.



كذلك يرصد الكاتب لعادة قبلية، هي عادة الثأر للذات أيا كانت مسبباته و دواعيه، والتي يبدو فيها جانب من جوانب الحياة القاسية العصبية، والتي تسم أحيانا شخصية البدوي، والتي تطرح إشكالية الوجود الأزلي للصراع في المجتمعات القبلية، وخاصة تلك التي تتميز بالقسوة المفرطة نظرا لارتباطها الشديد بالصحراء، التي تورث القسوة والخشونة والجفاء والعناد المرير كدوال على شظف الحياة بها: "لم لا ألبي نداء اللحظة، الذي يستغيث بهمجيتي، ويدعوني للانتقام؟ لم لا ألجم تعقلي؟، وأسلم خطام فكري لبداوتي التي تستنفر طباع أسلافي الأولين.. رصاصة واحدة وينتهي الأمر، وأتخلص من جبل الهموم النابت في رأسي.. رصاصة وليحدث بعدها ما يحدث.. المهم أن أقتل هذا الكلب سارق الفرح " ص22.



هنا تتجلى تلك السمات التي يربط بها القاص بين الهمجية وعدم التعقل، وبذور التطرف الشخصي التي تتبدى من تاريخ الأسلاف، وتتلاقى مع جلد الذات الواقع تحت تأثير ذلك التعصب الأعمى، وإن غابت الأسباب الداعية إلى ذلك الثأر أو توارت/غمضت..



تبدو هنا دلالة العنوان "التاج الأسود" متسقة مع هذا الجو النفسي الذي يطرحه الكاتب من خلال تداعيات نصه ـ التي قد تعترضها بعض إشارات الغموض ـ ومعمقة للمعنى، حيث يسقط الكاتب هذه الدلالة على تلك الطقوس: "الليل لم يأت، وأنا قابع في مكاني، أتجرع الصبر... آآآآآآآآآه... والضيق بحيرة من الهم.. تتسع للحظات، ثم تضيق.. تضيق كتاج أسود ملعون يضغط على مقدمة رأسي، ويدعوني إلى إنهاء المهمة" ص24



مما يدلل على الحالة المستعصية من الغضب، والثورة التي لا تني تفارق الشخصية المستسلمة للمقدرات التي يفرضها عليها الواقع، الذي تتشبع بمفرداته، بنوع من الاستلاب النفسي للقدرة على التمييز، وحق التحلي بزينة العقل، والتي قد تفقده إياها الحياة القاسية.



لكن هذا الواقع ربما فرض على ذات السارد فعل الاستلاب الذي يلاحقه حتى في اغترابه عن مجتمع بداوته، التي تجعل منه مراقباً، بمعنى استلاب حريته، وتضييق الحصار عليه، في نص " عينان " حيث تتحول العينان إلى مصدر قلق وإزعاج لشخصية السارد التي تستقل حافلة/ترام، في حيز آخر من حيزات ارتحال هذا البدوي، الذي يقابل بتلك النظرات على نحو ما يفتتح به الكاتب سرده كعتبة جيدة تدخل السرد في حيز الفعل، وتبدأ به في إثارة الدهشة والجدل معا: "حاولت كثيرا أن أتحاشى النظر إليه فلم أستطع؛ فقد كانت عيناه مصوبتين تماما إلى وجهي، إلى عيني بالتحديد، كانت كبندقية صيد عتيقة" ص51.



تأتي هنا بندقية الصيد كدلالة على قسوة الترصد، وكمفردة من مفردات الحياة الصحراوية التي يستعين بها البدوي، ولكنها الآن في وضع معاكس حيث تُسلط ضده، وليست في يده كالمعتاد والمتبع في حياة البداوة والصحراء.. لكن اللافت هنا هو كم التراجع الذي تحدثه هذه المواجهة في شخص السارد، الذي لم يفلح في الهرب من أسر تلكما العينين، لتنتقل السمات المواجهة من مجرد عينين، إلى التفاصيل الوصفية الدالة على ذات الراصد، ولعل ذلك مما يعمق الإحساس بقسوة الترصد.



".. فهو لا يبدو متصنعا في ملبسه، وهذه الثياب التي يرتديها، كأنها خلقت له، فهي تمنحه هيبة، وتكسوه رهبة، وهذا ما يقلقني.. إذن لماذا ينظر إليّ هكذا؟ ولماذا أنا بالذات من بين ركاب العربة المشؤومة؟ أيعقل أن يكون...؟ لا.. لا أظن، فملامحه لا تشي بانتمائه لبلادي.. إذن ماذا؟ أيعقل أن أكون شبيها لشخص مطلوب بثأر لهذا الرجل؟" 52



هنا يأتي السؤال الواقع تحت تأثير فعل الترصد، والممتد من النص السابق، ولكن بعلاقة عكسية تفرضها ظروف الموقع الذي يأتي فيه الاستلاب بالإحساس بالاضطهاد والمطاردة بشبح الثأر الذي ربما تعيش في أجوائه شخصية البدوي.



لكن المفارقة تأتي في نهاية النص حيث يحتدم الصراع بين السارد والرجل الآخر/الراصد، على نحو من التشابك الأعمى، الذي تتجلى فيه هشاشة ظنونه متسقة مع اكتشاف حقيقة الرجل: "ـ ستقتل الرجل.. أتستعرض قوتك على أعمى؟ اتركه فورا وإلا سقناك إلى الشرطة" ص53.



هنا تتوازى دلالة العمى المعنوي للسارد، مع العمى المادي الذي يعتري شخصية الراصد المتوهمة، والتي تدفع النص ناحية التناص مع نص "الأعمى" للكاتب الكبير الراحل محمود البدوي ، حيث لعب النصان ـ كما لعب غيرهما ـ على نفس التيمة التي تتوازى فيها تلك العلاقة بين المادي والمعنوي.. لكن العمى المعنوي للسارد هنا محكوم بأيديولوجيااغترابه عن واقعه الذي ربما حمله بهذه التيمة من تيم الاغتراب والاستلاب معا.



تبدو الأزمة، وبالتالي طرائق محاولات الخروج منها، معولا عليه من خلال ما تستدعيه الشخصية المغتربة عن وطنها الحقيقي، وما يفرضه عليها واقعها البديل الذي تحط عليه أقدامها، دونما إحساس بالاستقرار أو الراحة، وكأنما تغوص الأقدام في فراغ يلف ما حولها، ففي نص "حلم العودة"، تصبح عودة المغترب إلى وطنه وشيكة، لانعدام فرصه في حيازة مكان للسكنى، حيث يقول السارد: "شعور بالضيق اجتاحني هذا الصباح، وامتلك كل كياني، وأنا أتأبط ملفا يغص بالمستندات التي تثبت أحقيتي في الحصول على منزل من منازل محدودي الدخل" ص67.



لكن النص يلجأ إلى إبراز دور الذاكرة الشجية المرتبطة بالجذور، والتي تنثال على وعي السارد المأزوم، بما يشعل هذا الحنين إلى الوطن الأصلي؛ فيقول ص 67 "لكنه لا يني يفيض بسيل عرم يجري عبر أودية التذكار التي أورثتني حجتها أهلي الأولون"

هنا يلتصق السارد/الشاكي بدواعي العودة إلى التذكار كعتبة أولى من عتبات الإياب، ثم طرق الأبواب الممكنة وغير الممكنة، والعودة عبر دروب التذكار، والتشتت التي يعاني منها السارد، فيقول: "ويخالجني شعور بالإحباط، وتسحبني مخيلتي إلى نجوع أهلي في العراء الشاسع الممتد عبر تضاريس الوطن، وترن في أذني استغاثات النسوة، وتأوهات الشيوخ، وزفرات فوارس القبيلة (ما بي مرض غير برمة أفلاكي، وهلبة أملاكي، وضيق دار وأشون قاعد متا كي).. وتظل مخيلتي تيسر لي التسلل إلى مضارب أهلي القسرية في البريقة، والعقيلة، وعين الغزالة، وأتذكر بعثرتهم في نواحي الدنيا الأربع" ص71، 72.



تطفو على سطح النص المأثورات الخاصة بأهل الوطن مختلطة بشجون استدعائها له، لتتوفر للنص، وللمجموعة في محورها الرئيس، ميزة من ميزات الانغماس في واقع الصحراء والبداوة التي تلح إلحاحا شديدا على متن المجموعة وهوامشها، وتتجذر في نفسية السارد لكل ما عرضنا له من نصوص غلب عليها ضمير الأنا السارد الحميمي، المغرق في ذاتية تطرح ما بداخلها على الخارج، وتسقطه على العام وعلى جغرافية المكان، كما انطبع في جغرافية النفس والشعور، كما تفرض الأماكن والمصطلحات البدوية سلطتها على ذاكرة السارد التائقة إلى معانقة الوطن/الصحراء، على رغم قسوة المعيشة به.



وتعمق من غربة السارد الذي لا يجد إلا التساؤلات المطروحة على شخصه المجبول على الاستسلام الظاهري للواقع الذي يستلبه ويهرس أحاسيسه، فتفاجئه النشوة الطارئة لهاجس انفراجة، فتكون الصدمة/المفارقة في واقعة وقوعه على الأرض أمام إحدى السيارات السائرة في بحر حياة اغترابه، لتثير عليه التهكم، كما تثير أحلام البدوي الرابضة في أعماقه، والذي يهفو إلى المشهد الختامي للنص، الذي يؤكد على دلالات جديدة للحلم والاغتراب معا، أكثر مما يعطي حلا دراميا لنهاية الموقف القصصي: "أنهض متجها نحو الرصيف، وأنا ألعق بقايا حلمي، ويدي تنفض الغبار العالق بملابسي، فأنعطف إلى اليسار، ورأسي مرجل تضطرم فيه كل همومي، وأحدق للحظات في عصفور حط لتوه أعلى شجرة.." ص74.



تشير دلالة العصفور الذي حط فوق الشجرة إلى الرغبة الشديدة في معاودة الطيران التي يطرحها النص كمعادل للرغبة في العودة إلى أعطاف الوطن.. فهل يعود؟!



* أديب وباحث مصري، الإسكندرية

1- طقوس العتمة ـ 2004 صادرة عن سلسلة المؤتمر ـ مجلس الثقافة العام ـ الجماهيرية العربية الليبية.

لنا عبد الرحمن

لــنا عبد الرحمــن




-كاتبة وصحافيةلبنانية.

-تخرجت فى الجامعةاللبنانية (كلية الاداب) عام1998



-حصلت على دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية

-دبلوم ترجمة باللغة الأنكليزية من الجامعة الأميركيةفي القاهرة



-عملت فى القسم الثقافى بجريدة(الكفاح العربى).



- عملت مراسلةلوكالةالصحافةالعربية ببيروت بداية من عام 2001



-تعمل حاليا مدير تحرير القسم الثقافي في "وكالة الصحافة العربية"



صدرلها:

شاطئ آخرمقالات نقدية-2002

عن وكالة الصحافة العربية في القاهرة



أوهام شرقية-قصص2004

عن وكالة الصحافة العربية في القاهرة



الموتى لا يكذبون-قصص 2006

عن وكالة الصحافة العربية في القاهرة

حدائق السراب-رواية- 2006

عن الدار العربية للعلوم

تلامس-رواية-2008

عن الدار العربية للعلوم

الكاتبة المكسيكية لاورا إسكيبل:ماركيز أثر فينا كلنا ولكن التأثير الحقيقي جاء من الطعام والموسيقي!

الكاتبة المكسيكية لاورا إسكيبل:ماركيز أثر فينا كلنا ولكن التأثير الحقيقي جاء من الطعام والموسيقي!




تعتبر الكاتبة المكسيكية لاورا إسكيبيل ضمن قائمة الكاتبات البارزات في أدب امريكا اللاتينية، تحديدا بعد صدور روايتها Like Water for Chocolate التي ترجمت الي العربية مؤخرا تحت عنوان الغليان وصدرت عن المجلس الأعلي للثقافة في القاهرة.


ولدت لاورا ايسكيبل في المكسيك في 30 ايلول (سبتمبر) 1950، وبدأت العمل مدرسة في روضة للأطفال قبل أن تبدأ في كتابة مسرحيات الأطفال أولا ثم تتحول الي كتابة الرواية.

روايتها الغليان التي تحولت الي فيلم سينمائي حمل العنوان الأصلي للرواية، حازت علي عدة جوائز، وترجمت الي الانكليزية كما ترجمت الي ثلاثين لغة أخري.

تدور أحداث الرواية حول الحب والعبودية للتقاليد التي تتحكم في حياة الأفراد. البطلة تيتا تقع في غرام بيدرو لكن التقاليد في المكسيك تجبرها علي البقاء من دون زواج حتي موت والدتها لأنها مكلفة بالعناية بها كونها الابنة الصغري، فيما يتزوج بيدرو من أختها الكبري.

وانطلاقا من هذا الواقع تعيش تيتا أكثر أوقاتها في المطبخ، وتضع كل أحاسيسها في الأطباق التي تصنعها، حيث يمكن للآخرين تذوق دموعها المختلطة مع الخبز الذي عجنته بيديها، كما بامكانهم تذوق أوراق الورد التي أهداها لها بيدرو ووضعتها في صدرها فسقطت منها سهوا. رغم بساطة العالم الذي تحكي عنه لاورا ظاهريا إلا أنها تكشف ما يتفاعل في النفس البشرية من مخزون أحاسيس جارفة تتوقد وتخفت تبعا للزمن، لكن العاطفة الحقيقية تظل مشعة علي الدوام.

في هذا الحوار تحكي لاورا إيسكيبل عن تجربتها في الكتابة، وعن موقفها من التقاليد الصارمة، كما تحكي عن تجربتها في كتابة السيناريو:



يبدو الحب حاضرا بقوة في روايتيك الغليان و قانون الحب وكما لو أنه معادل للوجود الانساني، للقدر، ما سبب انشغالك بهذه الفكرة؟

بالنسبة لي الحب هو القوة الدافعة والملهمة. إنها القوة التي تحرك العالم. ربما لما هو أبعد من القدر الانساني، القدر مجرد فكرة شغلتني كموضوع ولكن ليس بشكل جبري، أنا أؤمن أن بمقدور الانسان أن يغير قدره من خلال المعرفة الذاتية، حين تعمل علي تطوير نفسك فأنت تحول قدرك.

ما هو القدر إذن اذا كان متحولا؟

إنه طريق ينبغي عليك السير فيه أو السفر عبره، ويعود إليك الخيار حين تقرر الرحيل عنه.

في عملك هناك استحضار لقوة التقاليد، ماذا يفعل الزمن اذن أمام تلك المقدرات الموروثة؟

التقاليد الموروثة عامل مهم يتضافر مع لعبة القدر ليحكمها، مثلا كأن تولد في عائلة يهودية أو مسيحية أو مسلمة، أو تحمل ديانتين مختلفتين، عائلتك لها الحق (بوضع اليد) علي ما ينبغي أن تعتنقه أنت من ديانة.

هناك أيضا محاولات المجتمع المستمرة لتحديد الدور الذي علينا أن نقوم به. وهذه التحديدات لا تتوافق دائما مع رغباتنا الداخلية. أنا دائما مشغولة بالبحث في العلاقة القائمة بين عالمنا الداخلي والعالم الخارجي، ومن وجهة نظري ينبغي التنبه كثيرا للصوت الداخلي، لأنه الطريق الوحيد لتكتشف ما هي مهمتك في هذه الحياة. وهو أيضا الوسيلة الوحيدة التي تزودك بالقدرة لتتخاصم مع العائلة أو الثقافة التي تملي عليك نموذجا معينا عليك التصرف من خلاله.

ماذا تفعلين حين لا يكون الصوت الداخلي منسجما مع الخارج؟

في روايتي قانون الحب البطلة أزوثينا تعاني معاناة عظيمة من صراع داخلي، وترفض الاصغاء لملاكها الحارس الذي يكون صوته موازيا لصوت الآخر داخلها، بالتأكيد ستظل هي في صراع مع عدة عوامل اجتماعية في زمنها ذاك ـ رغم أنها لا تبدو تقليدية، لكنها بشكل أو بآخر تقوم بأفعال منافية لتقاليد تلك الأيام.

الكاتبة التشيلية ايزابيل اللندي التي تكتب مثلك بالاسبانية تري أن رواياتها تختلف تماما حين تترجم للانكليزية، خصوصا فيما يتعلق بالحبكة في قصة الحب، بمعني أنه لا يتم ترجمتها بشكل جيد من الاسبانية الي الانكليزية، هل تجدين هذا صحيحا؟

بالنسبة لي كنت سعيدة جدا بالترجمة الي الانكليزية، لكن أظن أن هذا القول ليس بالحكم الدقيق، مع كتاب مثل (قانون الحب) هناك عدة مشاكل بالنسبة للترجمة، فقد كتبتها بعدة أصوات وطرق متنوعة في الكتابة، من المؤكد أن المترجم واجه مشاكل خلال ترجمتها الي الانكليزية حيث تقنيات اللغة الانكليزية مختلفة رغم أن المترجم يحرص أن يأتي بمعني مقارب بين اللغتين. لعل الصعوبة الأخري تكمن في حس الدعابة ، فالدعابات من الصعب ترجمتها من ثقافة الي أخري، مثلا مع شخصية مثل (أزوثينا) من الممكن تجاهل الأمر لأنها شخصية بعيدة عن المرح. لكن مع (كواكيتا) تلك الشخصية القدرية المفعمة بسوء استخدام مرح للمفردات يكون التحدي أكبر بكثير. لكن بالنتيجة علي المترجم أن يعطي التورية المناسبة التي تساعد الآخرين علي فهم المعني.

كيف بدأت كتابة الروايات؟

لم يحدث الأمر بسبب غاية ملحة دفعتني للكتابة. بدأت الكتابة اولا بشكل عملي وليس شخصي، فقد كنت أعمل معلمة في روضة أطفال وشاركت في ورشة عمل مسرح للأطفال، في البداية كانت المواد المتوفرة لدينا قليلة جدا، لذا بدأت أكتب مسرحيات للأطفال، ثم مع مرور الوقت كتبت برامج تلفزيونية للأطفال. حين تزوجت كان زوجي يعمل في الاخراج السينمائي وكان معجبا جدا بما أفعله، تعلمت معه كتابة السيناريو، وشجعني علي ان اكتب للسينما. لكن المشكلة بالنسبة لي كانت دوما مع الانتاج، غالبا ما تعوق مشاكل الانتاج ظهور العمل كما هو لأنهم يتدخلون في أفكاري مطالبين بالتخلص من هذه الشخصية أو تلك. لذا صرت محبطة من هذا الوسط.

روايتي (الغليان) التي تم تحويلها الي فيلم، كانت في الأساس فكرة لفيلم سينمائي لكن قيل لي أنها ستكلف الكثير من المال، وستحتاج لميزانية ضخمة، لذا قررت كتابتها كرواية لكن طوال الوقت ظلت في ذهني كمشاهد سينمائية، ولم أفكر أنها ستتحول الي فيلم، لكن بعد نجاحها في المكسيك وفي امريكا اللاتينية تلقيت الكثير من الاقتراحات لتحويلها الي عمل سينمائي، وهذا ما حدث بالفعل.

رواية (قانون الحب) تبدو مرئية ومفعمة بالصور أكثر مما هي مروية، هل كنت تنوين تحويلها أيضا الي عمل سينمائي؟

لا أبدا، مع أنها عرضت مؤخرا علي المنتجين.

كيف تميزين بين الكتابة الروائية وكتابة السيناريو؟

العمل في إحداهما يختلف تماما عن الثاني، في الفيلم يمكنك الاعتماد علي المشاهد ورواية الحكاية بسرعة، لكن في السينما لا تجد بسهولة التقنية التي تساعدك علي الولوج في قلب الأفكار والمشاعر الانسانية، بينما في الرواية يمكنك ان تعبر بسهولة عن كل ما تريد قوله حول مشاعر وأفكار الأبطال.

هل هناك شيء معين تودين قوله من خلال رواياتك؟

خلال عملي كمدرسة توصلت الي استنتاج أن ما يتعلمه المرء في الدراسة غير كاف علي الاطلاق، وان ما ينبغي التركيز عليه هو تعلم كيف يفهم ذاته. قانون الحب هو ما يجب تعلمه في المدرسة، وما أردت إيصاله للناس هو أنه ينبغي علي الناس عدم إطاعة القوانين الاجتماعية التي لا تتناسب معهم، ينبغي عليهم التخلص من كل ما يعيق صوابهم الذاتي.

وكيف توصلت لهذا الاستنتاج؟

أنا أنحدر من عائلة كاثوليكية، رغم أن تربيتي لم تكن متزمتة جدا لكن مع سن المراهقة بدأت بدراسة الفلسفة الشرقية، وصرت نباتية وباقي الأشياء الاخري. . . ومع الوقت صرت أمارس التأمل، لكن خلفيتي الروحانية كانت انتقائية لذا تغيرت فلسفتي كثيرا مع الوقت.

يوجد جوع من الناحية الروحية، لذا أتساءل اذا كان هذا السبب من ضمن الأسباب التي أدت الي رواج كتبك وشعبيتها؟

الرسائل التي تلقيتها من قرائي في غالبيتها تضمنت الشكر علي الجانب الروحاني الموجود في رواية (الغليان) والذي ساعدهم كثيرا في حياتهم.

ماذا يعني المطبخ بالنسبة لك؟

المطبخ بالنسبة لي هو أهم جزء في المنزل. إنه مصدر المعرفة ومجرد وجود مثل هذه الفكرة يضفي سعادة ما.

متي تعلمت الطبخ؟

مع أمي وجدتي. الوصفات الواردة في رواية الغليان هي مما تحفظه قريحتي المطبخية، وكل وصفة لها مناسبتها الخاصة.

لمن تفضلين القراءة؟

أحب قراءة كل شي، ربما افضل غابرييل غارسيا ماركيز، هناك رواية أحبها لخوان رولفو تدعي بيدرو بارامو ، غابرييل غارسيا ماركيز يقول أن خوان رولفو يوحي له بالكثير من الأفكار. رولفو أول من كتب الواقعية السحرية الحديثة رغم انه أصدر كتابين فقط. هذه التقنية موجودة منذ أيام سرفانتس لكن رولفو هو أول الكتاب الحديثين الذين استخدموا هذه التقنية.

كيف تعرفين الواقعية السحرية؟

لا أستطيع أن أعرفها، أظن أن هذا الأمر يتعلق بالنقاد أكثر من الكتاب.

هل أثر ماركيز علي كتابتك؟

كل الكتاب في امريكا اللاتينية تأثروا به، لكنني أظن أن التأثير الأكبر يأتي من الطعام الذي نتناوله، ومن الموسيقي التي نستمع اليها. أنا أظن ذلك لان العوامل الثقافية بين اللاتينيين متشابهة جدا وبالتالي فالنتاج الأدبي متشابه بعض الشيء.

ما الذي جعلك تقررين ارفاق (سي. دي) مع هذا الكتاب؟

السبب الأول أنني رغبت في مشاركة القراء في الاستماع الي موسيقي بوسيني ، والسبب الثاني أن الموسيقي لها تأثيرات مباشرة علي الوعي، كما رغبت للقراء أن يتشاركوا مع خبرات أبطال الرواية.

لماذا يقرأ الناس الروايات في رأيك؟

لا أستطيع الكلام بالنيابة عن كل القراء، لكن بالنسبة لي أحب قراءة القصص التي فيها شيء حقيقي، واقعي، وأهم من كل شيء عاطفي.

لا أحب قراءة مقالة سياسية في الرواية، لا أحب قراءة النقد والسفسطة الفكرية الباردة. ما أحب قراءته هو الكتابات التي تقربني من الناس.

القدس العربي


مئة عام من العزلة أعمق الروايات تأثيرا في الأدب العالمي


مئة عام من العزلة أعمق الروايات تأثيرا في الأدب العالمي



أظهر استطلاع لآراء لفيف من الكتاب والأدباء في انحاء العالم ان رواية غابرييل غارسيا ماركيز "مئة عام من العزلة" التي تُرجمت الى أكثر من ثلاثين لغة، هي العمل الابداعي الأعمق تأثيرا في الأدب العالمي خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية. وجاءت مذكرات الرئيس الاميركي باراك اوباما "أحلام من أبي" بين الأعمال التي نوه بها الأدباء المشمولون بالاستطلاع في اجاباتهم عن الكتب الأثيرة لديهم في الآونة الأخيرة.




طُلب من 25 كاتبا بينهم اندرا سينها وبليك موريسون واميت تشودري ان يختاروا العمل الأدبي الذي يشعرون انه ترك أبلغ الأثر في الكتابة الأدبية عالميا خلال ربع القرن الماضي. وأجرت الاستطلاع مجلة "واسفاري" ـ "المسافر الثقافي" باللغة السواحيلية ـ الأدبية العالمية بمناسبة مرور 25 عاما على صدورها يوم الجمعة.



كانت رواية ماركيز "مئة عام من العزلة" الكتاب الوحيد الذي وقع الاختيار عليه أكثر من مرة. إذ انتقاه ثلاثة كتاب هم الكاتبة النيجيرية تشيكا يونيغوي والشاعرة الهندية سوجاتا بهات والروائي والشاعر البريطاني ذو الأصل الأفريقي ني ايكوي باركس الذي يكتب لصحيفة "الغارديان" وهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي". ونقلت صحيفة "الغارديان" عن باركس ان رواية مئة عام من العزلة "علَّمت الغرب كيف يقرأ واقعا بديلا عن واقعه، وهذا بدوره فتح ابوابا لكتاب غير غربيين من أمثالي وكتاب آخرين من افريقيا وآسيا". واضاف باركس ان مئة عام من العزلة فضلا عن الحقيقة الماثلة في انها رواية رائعة "علَّمت القراء الغربيين ان يتفهموا منظورات أخرى".



الكاتب الهندي اندرا سينها اختار رواية فلاديمير نابوكوف "لوليتا" التي قال ان "ان أداء نابوكوف في هذا العمل المدهش لم يرق اليه عمل آخر".



بليك موريسون انتقى مجموعة الكاتب الاميركي ريموند كارفر من القصص القصيرة قائلا ان مناهج تدريس الابداع الأدبي لن تكتمل من دون هذا العمل. واضاف موريسون "ان آلاف الكتاب الشباب تعلموا تشذيب أعمالهم حتى النخاع مثلما تعلم كارفر ان يشذبها على يد محرر اعماله غوردن ليش ولكن لا أحد يضاهي عبقرية كارفر في الايقاع وفي ظلال الكلمات".



كان للشعر حضور قوي بين الأعمال الأدبية الخمسة والعشرين التي اختارها الكتاب في الاستطلاع. وانتقى اميت تشودري مجموعة اليزابيث بيشوب الشعرية التي تعرَّف عليها أول مرة في احدى مكتبات بومباي في اواخر السبعينات. وقال تشودري ان المجموعة تركت أثرا بالغا وإن كان خفيا في "نظرتنا الى الشعر واللغة اليوم"، واصفا قصائد بيشوب بأنها "تذكير بأن السفر والمنفى والمفارقة الكوزموبوليتانية فضلا عن قدر من السرد الذاتي يمكن أن تُعالج من خلال الوسائل المتاحة للشعر (كثافة اللغة والشكل والصورة وشيء من الرشاقة) كما تعالجها الرواية أو المقالة الأدبية إن لم تكن أفضل".



الشاعر البريطاني دالجيت ناغرا اختار مجموعة "الشمال" للشاعر الايرلندي الحائز على جائزة نوبل شيمس هيني بسبب "تركيزها الغنائي والمتفرد على الحلول الجمالية للنزاعات" في حين اختارت الشاعرة والروائية البريطانية الين فاينستاين "قصائد يوم الميلاد" للشاعر تيد هيوز قائلة انه استحدث فيها "شكلا جديدا من الشعر الحميمي يختلف تماما عن شعر الاعترافات عند روبرت لويل".



ورد اسم سلمان رشدي مرتين في الاستطلاع عن عمليه الروائيين "الآيات الشيطانية" و"أطفال منتصف الليل" في حين رُشح في. أس. نايبول على عمله "بيت للسيد بيسواس" والشاعر والروائي النيجيري بن اوكري على عمله "الطريق الجائع" والكاتب والاكاديمي الجنوب افريقي جي. ام. كوتزي الفائز بجائزة نوبل على روايته "العار".



الروائية والناقدة مارينا ورنر اختارت مذكرات اوباما "احلام من أبي" قائلة "انه بالتأكيد أشد الكتب تأثيرا من الناحية التاريخية....لكنه ايضا عمل أدبي مكتوب بلغة جميلة ونتاج تأمل عميق بقلب مفتوح".



قالت سوشيلا ناستا رئيسة تحرير مجلة "واسفاري" ان جائزة نوبل للأدب لم تعرف افريقيا أو صينيا أو كاريبيا على قائمتها عندما صدرت المجلة في عام 1984 والآن "لدينا نادين غورديمر وولي سوينكا وغيرهما". وأضافت ان تغيرا كبيرا حدث ولكن الطريق ما زال طويلا.